تمكين الشباب يصنع اقتصاد قوي

كان ولا يزال المعهد المهني في المنصورة - عدن يقدم خدماته التعليمية لجميع شباب من كلا الجنسين، لكنه كغيره من المؤسسات التعليمية الحكومية في البلاد تأثر بشكل كبير بتدهور الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي وتدهور العملة المحلية وتراجع الخدمات؛ مما أدى إلى تقليص مدة الدراسة من ثلاث سنوات إلى سنتين، وإغلاق أكثر من خمس ورش مهنية داخل المعهد.

هذا التراجع انعكس سلبًا على جودة التعليم والتدريب حيث أصبح الضغط كبيرًا على الورش القليلة المتبقية، في ظل نقص حاد في الأدوات والمعدات اللازمة للتطبيق العملي، الامر الذي شكل عائقًا حقيقيًا أمام الطلاب في مسيرتهم المهنية والتعليمية.

وسط هذا الواقع الصعب! جاءت الاستجابة من تكتل السلام والتنمية بالشراكة مع مؤسسة PASS- سلام لمجتمعات مستدامة، الذين أدركوا أهمية الدور الذي يلعبه المعهد في تأهيل الشباب وضرورة دعمه في هذه المرحلة الحرجة، فتم تزويد ورشتي "كهرباء سيارات" و"تمديدات الكهرباء" بالمعدات والأدوات الأساسية ليس فقط لإحياء التدريب العملي، بل لإعادة الحياة إلى واحدة من أهم الخطوات التعليمية التي كانت مفقودة لسنوات وهي فتح السنة الثالثة من الدبلوم المهني.

إعادة فتح هذه السنة الدراسية لم تكن مجرد إجراء إداري، بل كانت بمثابة دفعة قوية أعادت الحافز والأمل لعشرات الطلاب لاستكمال دراستهم، سواء على المستوى الجامعي أو لمتابعة التعليم في الخارج.

هذا التدخل ترك أثرًا ملموسًا ليس فقط على مستوى الأفراد، بل على مستوى المجتمع ككل؛ حيث ساهم في رفد السوق بأيدٍ عاملة مدربة، وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي ومنح الشباب فرصة حقيقية للانتقال من واقع البطالة والضياع إلى فضاء التمكين والعمل وبناء مستقبلهم.