كانت مراكز الشرطة في مديريات خورمكسر والمعلا والعريش بحاجة ماسة إلى تحسين مهارات وقدرات عناصرها، خاصة فيما يتعلق بقضايا النوع الاجتماعي. فقد كانت هذه القضايا تتطلب اهتمامًا خاصًا، إلا أن نقص المعرفة والمهارات لدى عناصر الشرطة شكل عائقًا كبيرًا أمام تقديم دعم فعال في هذا المجال. مراكز الشرطة الثلاثة — مركز خورمكسر، مركز العريش، ومركز المعلا — كانت تستعين بـ 21 فرداً من الجنود والضباط، بواقع 7 ممثلين من كل مركز. هؤلاء الأفراد افتقروا إلى التدريب الكافي في مجالات حيوية مثل التقنيات الجنائية، مدونة السلوك، ومبادئ التعامل مع قضايا النوع الاجتماعي، مما أثر على قدرتهم في تقديم الدعم الفعال للمجتمع.
استجابة لهذه الاحتياجات، تم تنظيم ورشة تدريبية استمرت لمدة ستة أيام خلال شهري يوليو وأغسطس، شارك فيها 21 ممثلاً من المراكز الثلاثة. تضمن التدريب مواضيع مهمة مثل التقنيات الجنائية، مدونة السلوك، قانون هيئة الشرطة، واجبات مأموري الضبط القضائي، قانون الإجراءات الجزائية، وقانون العقوبات. كانت هذه الجهود بتنسيق وثيق مع إدارة الأمن في محافظة عدن، وتم إعداد قوائم بأسماء المشاركين في غضون الأسبوعين الأولين من يوليو، بما في ذلك المتدربين ومسؤولات الأرشفة والمحققات، بهدف ضمان مشاركة ممثلين ذوي خبرة واهتمام في هذا المجال.
تم اختيار المدربين بعناية لضمان تقديم محتوى تدريبي فعال يلبي احتياجات المتدربين ويعزز من قدراتهم العملية. كانت هذه المبادرة مدفوعة برغبة قوية في تحسين أداء الشرطة وزيادة الثقة بين المجتمع والأجهزة الأمنية. وقد بدأت نتائج هذا التدريب تظهر بوضوح فور انتهاء الورشة، حيث اكتسب ضباط الشرطة المهارات اللازمة للتعامل بشكل أكثر كفاءة مع قضايا النوع الاجتماعي، مما أسهم في تعزيز ثقة المجتمع في الشرطة.
تُعتبر هذه الورشة خطوة هامة نحو تحسين قدرات الشرطة في عدن وتعزيز الشمولية والعدالة. وإذا استمرت مثل هذه البرامج التدريبية، فمن المتوقع أن تحدث تحسينات مستدامة في كيفية تعامل الشرطة مع القضايا الحساسة، ما يساهم في خلق بيئة أكثر أمانًا وشمولية للجميع.