واجهت مراكز الشرطة في مدينتي خورمكسر والمعلا بمحافظة عدن تحديات كبيرة في توثيق القضايا المتعلقة بـ "الرجال والنساء والأطفال"، وقد عانت من نقص حاد في الموارد والمعدات اللازمة، مما أثر سلبًا على قدرة النساء المؤرشفات والمحققات على أداء واجباتهم. كانت الحالة تتطلب تدخلاً عاجلاً لتحسين الظروف، خاصةً في ظل تزايد عدد القضايا المتعلقة بـ "الرجال والنساء والأطفال" التي تحتاج إلى تعامل دقيق.
في البداية، كانت المؤرشفات النساء يعملن في بيئة غير مناسبة، تفتقر إلى التقنيات أو الأدوات اللازمة لتوثيق القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي بشكل فعّال، كانت القضايا المتعلقة بالنساء والأطفال والفئات المهمشة مثل النازحين وذوي الإعاقة في تزايد مستمر، ومع ذلك لم يكن هناك نظام موحد لجمع البيانات. تركت هذه الوضعية العديد من القضايا دون معالجة، مما زاد من مشاعر الإحباط داخل المجتمع.
استجابةً لذلك، قامت مؤسسة PASS - سلام لمجتمعات مستدامة، بالشراكة مع صندوق دعم اليمن -YSF وبالتعاون مع إدارة أمن عدن، باتخاذ خطوات جادة لمعالجة المشكلة، تم إجراء تقييم شامل للاحتياجات في مراكز الشرطة في خورمكسر والمعلا، مع الهدف الأساسي المتمثل في خلق بيئة عمل مناسبة تمكّن المؤرشفات من جمع وتوثيق البيانات بشكل فعال. لم يكن هذا التغيير مجرد تحسين للبيئة المادية؛ بل كان خطوة استراتيجية نحو تعزيز حقوق النساء في المجتمع.
نظم YSF ومؤسسة PASS برامج تدريبية، حيث تم تزويد ثلاثة مؤرشفات بمهارات الكمبيوتر وتحضيرهن للحصول على رخصة قيادة الكمبيوتر الدولية -ICDL بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم قالب خاص لتوثيق القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي، مما ساعدهن في تنظيم البيانات بشكل أكثر نظامية ومنطقية. من يوليو إلى سبتمبر 2024، تم جمع البيانات من مراكز الشرطة واللجان المجتمعية، مع التركيز على القضايا المتعلقة بالنساء والأفراد المهمشين، كانت هذه الخطوات نتيجة للتعاون الفعال بين المجتمع المدني والجهات الأمنية، مما أدى إلى تحسينات ملحوظة في كيفية التعامل مع القضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي.
مع هذه التحولات بدأ المجتمع يشعر بالأمل والطمأنينة، وأصبحت المؤرشفات أكثر قدرة على توثيق قضايا العنف والتمييز، مما ساهم في زيادة الوعي بأهمية قضايا النوع الاجتماعي. من المتوقع أن تعزز هذه المبادرات دور النساء في القطاع الأمني، مما يمهد الطريق لمزيد من التغييرات الإيجابية في المستقبل.
هذه القصة ليست سوى بداية فصل جديد في تاريخ محافظة عدن، فصل مليء بالأمل والتغيير الإيجابي. بفضل هذه الجهود التعاونية، سنشهد مجتمعًا أكثر تماسكًا وتوحدًا حيث يتمتع جميع الأفراد بالعدالة والمساواة.